من ميادين الشرف إلى ساحات العزة: أبطال الأنصار يحتفلون بتخرجهم
الحمد لله الذي أكرم عباده بالعلم، وشرّفهم بخدمة الأوطان، وجعل المجد حليفَ الساعين للرفعة والسمو.
اليوم نقف بكل فخر واعتزاز أمام لحظة تاريخية مشرقة، حيث يتخرج كوكبة من أبناء قبيلة الأنصار الشريفة - سلالة الأوس والخزرج الكرام، أحفاد الصحابة الأبرار - ليلتحقوا بركب الرجال في ميادين الشرف والعطاء، حاملين على أكتافهم أمانة الوطن وراية الأجداد.
يوم الفخر: الأربعاء 8 أكتوبر 2025
في يوم مشهود ولحظة تاريخية فارقة، شهدت أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أكتوبر 2025، مراسم حفل تخرج دفعة 2025 من طلبة كلية الشرطة والضباط المتخصصين للعام الدراسي 2024-2025. وقد شرّف الحفل بحضوره السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، في مشهد مهيب يعكس اهتمام القيادة السياسية بأبطال المستقبل.
وفي لفتة معبّرة عن التعاون والتكامل بين المؤسسات العسكرية والأمنية، شارك طلاب الكلية الحربية زملاءهم من أكاديمية الشرطة في مراسم حفل التخرج، في مشهد يجسد وحدة الهدف والرسالة في خدمة الوطن.
أبطال اليوم: فخرٌ يملأ القلوب
وفي هذا اليوم المبارك، انطلاقًا من اعتزاز قبيلة الأنصار بأبنائها البررة، واعترافًا بفضلهم في ميادين العلم والعمل وخدمة الأوطان، نتقدم بأحر التهاني وأصدق التبريكات إلى أبنائنا الأبطال من آل الطناني وآل شافعين وآل القاضي وآل الأنصاري وآل التريكي، الذين شرّفوا الأهل والعشيرة بتخرجهم المشرّف ضمن دفعة 2025:
ضباط الشرطة الأبطال:
١- الملازم / عبدالرحمن جمال فتوح شافعين الأنصاري.
٢- الملازم أول / محمد وليد عزالدين شافعين الأنصاري.
٣- الملازم / أحمد حفظي قاسم صالحين شافعين الأنصاري.
٤- الملازم / أحمد فوزي صالحين شافعين الأنصاري.
٥- الملازم أول / أحمد هاني الطناني الأنصاري.
٦- الملازم أول / عبدالرحمن محمد سلامه الطناني الأنصاري.
٧- الملازم / محمد أحمد الأنصاري.
٨- الملازم / محمد حسن سعد التريكي الأنصاري.
٩- الملازم أول / ياسين أحمد ياسين القاضي الأنصاري.
١٠- الملازم أول / أحمد القاضي الأنصاري.
هؤلاء الأبطال العشرة هم امتداد حقيقي لتاريخ عسكري مجيد وإرث عريق من البطولة والتضحية.
نسبٌ شريف وتاريخٌ عسكري مشرّف
لم يكن تفوق أبنائنا الأبطال وليد اللحظة، بل هو ثمرة نسب شريف وتاريخ عسكري ضارب في عمق الزمان. فقبيلة الأنصار في مصر لها جذور عسكرية عريقة تعود إلى فجر الإسلام.
في صدر الإسلام: الفرسان الأوائل
كان الأنصار الأبطال في مقدمة جيش الفتح الإسلامي الذي حرر مصر من الاحتلال البيزنطي، حاملين راية الإسلام والعدل إلى ربوع وادي النيل المبارك. ومن المفارقات العجيبة أن أرض مصر ارتبطت منذ القدم بذرية الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه، حيث تولى ابنه البار قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه ولاية مصر في عهد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وذلك لكثرة أبناء الأنصار في ربوعها.
وفي أرض الصعيد، سطر القائد الباسل لبدة بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ملحمة بطولية خالدة، حين فتح حصن "أنصانا بكورة شندويد" (قرية بصونة حاليًا) الذي كان يضم حامية بيزنطية ضخمة تقدر بأربعين ألف جندي محصنين بأسوار عالية منيعة.
عبر العصور: عطاءٌ متواصل
واستمر عطاء الأنصار عبر القرون، حيث قدموا للوطن قادة عسكريين أفذاذ، مثل الأميرالاي غلاب بك شافعين المعبدي الأنصاري، ابن شندويل البار الذي قاد الجيش المصري في السودان في أواخر القرن التاسع عشر وحاز لقب البكوية، واشتهر بالشجاعة والوطنية حتى خلّده السودانيون بشارع يحمل اسمه في الخرطوم حتى اليوم.
في العصر الحديث: شهداء وأبطال
وفي حرب استعادة الكرامة أكتوبر 1973م المجيدة، قدمت قبائل الأنصار في مصر الفرسان والمقاتلين الأبطال والشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب سيناء الحبيبة، ورفعوا راية النصر عالية خفاقة.
رسالة إلى الأبطال وعائلاتهم الكريمة
إلى آل الطناني الأكارم، إلى آل شافعين الأماجد، إلى آل القاضي النبلاء، إلى آل الأنصاري الشرفاء، إلى آل التريكي الأفاضل:
أبناؤكم اليوم يحملون أمانة عظيمة، هي أمانة الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره. لقد ورثوا عن أجدادهم الأنصار الإيمان الراسخ والشجاعة الفائقة والوفاء الصادق. وها هم اليوم يقفون على أعتاب مرحلة جديدة من العطاء والتضحية.
نبارك لكم هذا الإنجاز العظيم، ونفخر بهؤلاء الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا عاليًا. إنهم زينة العائلات وفخر القبيلة ودرع الوطن.
إلى أبنائنا الضباط الأعزاء
أيها الأبطال الشرفاء، أنتم اليوم تحملون على أكتافكم راية الأنصار التي رفعها أجدادكم منذ أربعة عشر قرنًا. أنتم امتداد لنسبٍ شريف وتاريخٍ مجيد لا ينقطع.
كونوا على قدر هذا الإرث العظيم، واجعلوا من الإخلاص والشجاعة والأمانة منهجًا في حياتكم. فأنتم لستم مجرد ضباط، بل أنتم حماة الوطن وحراس الأمن والاستقرار.
نسأل الله عز وجل أن يبارك فيكم جميعًا، ويحفظكم بعينه التي لا تنام، ويوفقكم في مسيرتكم العملية، ويجعل التوفيق والرفعة حليفكم أينما حللتم وارتقيتم. وأن يجعلكم ذخرًا لوطنكم مصر الحبيبة، وسندًا لعائلاتكم الكريمة، وفخرًا لقبيلتكم الشريفة، وقدوة للأجيال القادمة.
مجدٌ لا ينقطع
هذا هو الأنصار في مصر، قبيلةٌ عريقة لها تاريخ عسكري مشرّف يمتد من صدر الإسلام حتى يومنا هذا. وهؤلاء هم أبناؤها الأبطال الذين يواصلون المسيرة، ويضيفون كل يوم صفحة جديدة إلى سجل العزة والمجد.
فتحية إجلال وإكبار لعائلات آل الطناني وآل شافعين وآل القاضي وآل الأنصاري وآل التريكي، الذين أنجبوا هؤلاء الأبطال الأماجد.
وتحية فخر واعتزاز لكل أبناء الأنصار في مصر الذين حملوا الراية عبر القرون ولا زالوا يرفعونها عالية خفاقة في سماء المجد والشرف.
ألف مبروك للأبطال وعائلاتهم الكريمة ولجميع قبائل الأنصار


