عائلةٌ أندلسيَّةٌ في ربوعِ الصَّعيدِ المِصْرِيِّ
أَلا يا رِكابَ الأنصارِ سيروا... وَخَلِّدوا مَجْدَ قَوْمٍ أَشْرَفوا
فَتاريخُكُمْ كَالنُّجومِ يُضيءُ... وَأصلُكُمْ في السَّماءِ قَدْ عَرَفوا
تَوْطِئَةٌ
إنَّ أرضَ الصَّعيدِ المُبارَكَةِ قَدْ احْتَضَنَتْ منذُ غابِرِ الأزمانِ كُبْرياتِ القبائلِ العربيَّةِ التي وَفَدَتْ إليها، فَكانَتْ مَلاذاً للأشرافِ والجَعافِرَةِ والعَبابدَةِ والبَشاريَّةِ وجُهَيْنَةَ وبَني هِلالٍ وبَني سُلَيْمٍ وجُذامٍ وقبائلِ الهَوارَةِ وبَني واصِلٍ وبَني عَدِيٍّ ورَبيعَةَ... وكذلك قبائلِ الأنصارِ ومِنْها قَبيلَةُ بَني النَّجَّارِ وقَبيلَةُ التَّميميَّةِ والعَكارِمَةِ... وقبائلُ بَني ساعِدَةَ الأنصارِ بمِصْرَ.
وفي طَيَّاتِ هذا المَقامِ المُنيفِ، نَتَشَرَّفُ بالتَّعَرُّفِ على عائلةٍ أنصاريَّةٍ ساعِديَّةٍ تَنْتَمي إلى قَبيلَةٍ أندلسيَّةٍ هاجَرَتْ إثْرَ سُقوطِ دَوْلَةِ الإسلامِ بالأندلسِ، واسْتَقَرَّتْ في رُبوعِ صَعيدِ مِصْرَ، وتَحديداً في مُحافَظَةِ أسيوطَ، ومِنْها انْتَشَرَتْ فُروعُها في أرجاءِ المَحْروسَةِ. إنَّها عائلةُ:
«آلِ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصاريِّ بسوهاجَ»
هذه العائلةُ الأصيلةُ هي إحدى فُروعِ قَبيلَةِ شَوافِعِ المَعابِدَةِ الأنصارِ، تَحْمِلُ مِنَ التَّاريخِ ما يَجْعَلُها مَحَطَّ الفَخْرِ والاعْتِزازِ، ويَكْفيها شَرَفاً أنَّهم أحفادُ الأنصارِ مِنْ ذُرِّيَةِ شاعِرِ الأندلسِ أَبي بَكْرٍ عَبادَةَ (بنِ ماءِ السَّماءِ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَبادَةَ بنِ أَفْلَحَ الأنصاريِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يَحْيى بنِ سَعيدِ بنِ قَيْسِ بنِ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُم) الخَزْرَجِيِّ الأنصاريِّ.
في أصلِ التَّسْمِيَةِ
«شافِعٌ» يُضافُ إليها حَرْفَا (الياءِ والنُّونِ) لِتُنْطَقَ «شافِعينَ» بِلَكْنَةِ أهلِ الأندلسِ (إسبانيا حالياً)، إذْ كانَتْ لَهْجَةُ أهلِها مِنْ عَرَبِ الأندلسِ تُذَيِّلُ الأسماءَ بِحَرْفَيِ الياءِ والنُّونِ، أو الواوِ والنُّونِ، مِثْلَ: صالِحٍ وصالِحينَ، خالِدٍ وخالِدونَ.
نَبْذَةٌ عَنْ سَلَفِهِمُ الكَريمِ
هو أبو بَكْرٍ عَبادَةُ بنُ ماءِ السَّماءِ، رَأْسُ الشِّعْرِ بالدَّوْلَةِ العامِرِيَّةِ بالأندلسِ، مِنْ أحفادِ سَيِّدِ الأنصارِ الصَّحابِيِّ سَعْدِ بنِ عُبادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِنْ أنصارِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا الصَّحابِيُّ الجَليلُ هو الجَدُّ الأكبرُ لِكَثيرٍ مِنْ قَبائِلِ الأنصارِ في العالَمِ العَرَبِيِّ والإسلامِيِّ، وجَدُّ قَبائِلِ بَني ساعِدَةَ الأنصارِ بمِصْرَ، وهُمْ:
▪️ قَبيلَةُ الحُضورِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ الرِّكابِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ البَقَرِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ الحَمَّادِيَّةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ قَبيلَةُ المَعابِدَةِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ القاضي حَمَدِ بنِ عَلِيٍّ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ النُّصَيْراتِ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلاتُ الغُنَيْمِيِّ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
▪️ عائِلَةُ آلِ هَيْثَمٍ الأنصارِ السَّاعِدِيِّينَ.
مَوْطِنُ العائِلَةِ وانْتِشارُها
وبالعَوْدَةِ إلى عائِلَةِ «آلِ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ»، فَهِيَ إِحْدى أكْبَرِ عائِلاتِ مُحافَظَةِ سوهاجَ. مَسْقَطُ رَأْسِ العائِلَةِ بِقَرْيَةِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ بِمَرْكَزِ المَراغَةِ بِمُحافَظَةِ سوهاجَ. ولَها فُروعٌ بِنَجْعِ هِلالٍ وآلِ كَمالِ الدِّينِ بِنَجْعِ خَميسٍ وآلِ الجَلْفِيِّ عَبادَةَ شافِعينَ بِمَدينَةِ المَراغَةِ وآلِ حَجَّاجٍ بِقُرى الجَزازِرَةِ المَراغَةِ والصَّوامِعَةِ طَهْطا. كَما تَنْتَشِرُ عائِلاتٌ مِنَ الشَّفاعِنَةِ بِمُحافَظاتِ أَسْوانَ والقاهِرَةِ والإسْكَنْدَرِيَّةِ.
ومِنْهُمْ آلُ شِنْدِي الأنصاريُّ بالمَدينَةِ المُنَوَّرَةِ بالمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعودِيَّةِ، والَّتي تَعودُ إلى الشَّيْخِ عبدِ العَزيزِ أحْمَدَ بنِ عُثْمانَ بنِ صِدِّيقِ بنِ أبي بَكْرِ بنِ بَكْرِيِّ بنِ عَبادَةَ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصارِيِّ الَّذي انْتَقَلَ مِنْ شَنْدَوِيلَ إلى مَوْطِنِ أَجْدادِهِ الأَوَّلِ قَبْلَ مِائَتَيْ عامٍ لِيُؤَسِّسَ فَرْعاً خَزْرَجِيَّاً يَحْمِلُ لَقَبَ شِنْدَة.
عَلاقاتُ العائِلَةِ
ولِعائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ عَلاقاتٌ قَوِيَّةٌ بِعائِلاتِ قَبيلَةِ شَوافِعِ المَعابِدَةِ الأنصارِ المُنْتَشِرينَ بِمُحافَظَةِ سوهاجَ بِعَرابَةِ أبي دَوْسٍ مَرْكَزِ البَلِينا وقَرْيَةِ عَرابَةَ أبي كَريشَةَ مَرْكَزِ المَنْشأَةِ وأَخْميمَ وبِمَدينَةِ طَما وقَرْيَةِ المُدَمَّرِ مَرْكَزِ طَما... وبِأَبْناءِ عُمومَتِهِمُ الشَّوافِعِ الأنصارِ بِمُحافَظاتِ أَسْيوطَ وقِنا وبَني سُوَيْفَ والفَيُّومِ وعُمومِ الجُمْهورِيَّةِ.
وكَذلِكَ عَلاقاتٌ طَيِّبَةٌ مَعَ جَميعِ عائِلاتِ قَبائِلِ الأنصارِ بِمِصْرَ والوَطَنِ العَرَبِيِّ؛ لِذَلِكَ تَرْبِطُهُمْ بالعائِلاتِ الأَصيلَةِ أَواصِرُ النَّسَبِ والمُصاهَرَةِ.
سِماتُ أَبْناءِ العائِلَةِ
كَما يَتَمَيَّزُ أَبْناءُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ بالفِعْلِ الَّذي يَدُلُّ عَلى الأَصْلِ الطَّيِّبِ، فَهُمْ أَصْحابُ الشَّهامَةِ والكَرَمِ والخُلُقِ الرَّفيعِ، فَيَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ قَوْلُ الشَّاعِرِ مُفاخِراً بِقَبيلَتِهِ:
> "وَما قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مِثْلَنا... شَباباً تَسامى لِلْعُلا وَكُهولُ"
مِنْ أَشْعارِ الفَخْرِ بِهِمْ
▪️ وقَدْ تَغَنَّى بِهِمُ الشُّعَراءُ فَقالَ الشَّاعِرُ في قَصيدَةِ مَجْمَعِ الأنصارِ:
يا أَخا الأنصارِ فَخْرُكَ بادٍ... مُسْنَدٌ قَدْ جاءَ في الأَخْبارِ
قُمْ وَرَدِّدْ في المَآذِنِ قَوْلي... نَحْنُ أَهْلُ مَحَبَّةِ المُخْتارِ
يا أَخا الأنصارِ ذَلِكَ جَمْعٌ... مِثْلَ نَقْشٍ نَراهُ في الآثارِ
جَمَعَتْنا الجُذورُ قَبْلَ زَمانٍ... فارْتَبَطْنا بِأَوْثَقِ الأَوْصارِ
كُلُّ ماءٍ في جُذورِكَ سارٍ... ذاتَ يَوْمٍ حَلَّ في أَوْتاري
شافِعينَ شافِعٌ ذاكَ فَرْعٌ... خَزْرَجِيٌّ حَلَّ مِصْرَ دِياري
كانَ في أَصْلِهِ عَبادَةُ قَيْسٍ... ناظِمُ الدُّرَّاتِ في الأَشْعارِ
كانَ رَأْسَ القَريضِ في أَنْدَلُسٍ... يَوْمَ كانَتْ عَروسَةَ الأَمْصارِ
▪️ وفي قَصيدَةٍ عامِّيَّةٍ:
الوَدُّ شايِلْ في الهَوى شافِعينْ... مِنْ شَنْدَوِيلِ البَلَدْ لِسوهاجْ قَريرَةِ العَيْنْ.
▪️ وفي قَصيدَةٍ أُخْرى:
سَلِ الجِبالَ العَوالِيَ الشُّمَّ إِذْ عَجَزَتْ... عَنْ أَنْ تُطاوِلَ صالِحيناً وَشافِعينا.
▪️ وفي بَيْتٍ مِنْ قَصيدَةِ رِثاءٍ:
سَلامُ اللهِ يا عَمَّاهُ يا عِطْرَ الرَّياحينِ... سَلامٌ يا كَريمَ الجَدِّ صالِحينٍ وَشافِعينِ.
نَماذِجُ مُشَرِّفَةٌ مِنْ أَبْناءِ العائِلَةِ
وَنُقَدِّمُ لَكُمْ بَعْضَ النَّماذِجِ مِنْ أَبْناءِ الشَّفاعِنَةِ الَّذينَ كانوا وَلا يَزالونَ شَرَفاً وَفَخْراً لِأَبْناءِ عُمومَتِهِمْ في عُمومِ المَعابِدَةِ:
الأَميرالايُ: غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
قائِدُ القُوَّاتِ المِصْرِيَّةِ بالسُّودانِ في عَهْدِ السُّلْطانِ فُؤادِ الأَوَّلِ الَّذي مَنَحَهُ البَكَوِيَّةَ. وَلا يَزالُ حَتَّى الآنَ شارِعُ غالِبٍ بِيكْ بالسُّودانِ شاهِداً عَلى تاريخِهِ الحافِلِ، وَقَصْرُ غالِبٍ بِيكْ بِشَنْدَوِيلَ صَرْحٌ أَثَرِيٌّ.
الشَّيْخُ: عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ كِبارِ أَعْيانِ وَمُلَّاكِ الأَراضي بِشَنْدَوِيلِ البَلَدِ وَناحِيَةِ المَراغَةِ. عاصَرَ أَواخِرَ القَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ وَبِدايَةَ القَرْنِ التَّاسِعِ عَشَرَ الميلادِيِّ. تَوَلَّى رَحِمَهُ اللهُ مَنْصِبَ شَيْخِ البَلَدِ لِقَرْيَةِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ، يُديرُ شُؤونَ القَرْيَةِ وَيَعْمَلُ عَلى فَضِّ المُنازَعاتِ بَيْنَ أَهالي النَّاحِيَةِ.
الشَّيْخُ: عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ البَلَدِ خَلَفاً لِأَبيهِ ثُمَّ أَخيهِ، وَمِنْ كِبارِ المُلَّاكِ.
الحاجُّ: السَّيِّدُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ كِبارِ المُلَّاكِ وَأَعْيانِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ. والِدُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ شَيْخُ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ، وَوالِدَتُهُ السَّيِّدَةُ زَكِيَّةُ مُحَمَّدٍ غالِبٍ بِيكْ، فَجَدُّهُ لِأُمِّهِ غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ. وَتَزَوَّجَ الحاجُّ السَّيِّدُ عَبْدُ اللهِ مِنَ السَّيِّدَةِ زَيْنَبِ السَّيِّدِ سُلَيْمانِ الجُنْدِيِّ سَليلَةِ آلِ الجُنْدِيِّ الكِرامِ بِشَنْدَوِيلَ وَشَقيقَةِ شاعِرِ الصُّوفِيَّةِ الكَبيرِ وَعَميدِ دارِ العُلومِ الشَّاعِرِ عَلِيِّ الجُنْدِيِّ. وَقَدْ جاءَ ذِكْرُ السَّيِّدِ عَبْدِ اللهِ بِكِتابِ (أَعْيانُ مِصْرَ - رِجالٌ ساهَموا في نَهْضَةِ مِصْرَ) الَّذي اعْتَمَدَ عَلى سِجِلَّاتِ الاتِّحادِ الاشْتِراكِيِّ سَنَةَ ١٩٥٤م.
الشَّيْخُ: أَحْمَدُ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ البَلَدِ خَلَفاً لِأَبيهِ وَمِنْ كِبارِ المُلَّاكِ. وَيَظْهَرُ عَلى يَمينِ الصُّورَةِ غالِبُ بِيكْ صِدِّيقُ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ وَعَلى يَسارِ الصُّورَةِ الشَّيْخُ أَحْمَدُ عَلِيُّ صالِحينَ مُرْتَدِيَ العِمامَةِ وَالفِلْتِ.
المَرْحومُ: أَحْمَدُ عَبْدُ اللهِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
مِنْ أَعْيانِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ.
الشَّيْخُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ صالِحينَ أَبو شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ وَعالِمُها الجَليلُ. عُرِفَ عَنْهُ العِلْمُ وَالزُّهْدُ وَالوَرَعُ حَتَّى قيلَ عَنْهُ رَحِمَهُ اللهُ (فَقَدَ بَصَرَهُ مِنْ كَثْرَةِ القِراءَةِ وَالتَّفَقُّهِ في كُتُبِ الدِّينِ). حَفِظَ القُرْآنَ صَغيراً وَتَدَبَّرَ في العِلْمِ حَتَّى ذاعَ صيتُهُ، فَكانَ يَجْتَمِعُ إلى مَجْلِسِهِ أَهالي البِلادِ وَأَعْيانُها لِلاسْتِماعِ إلى دَرْسِهِ وَحَلِّ المُشْكِلاتِ وَفَضِّ المُنازَعاتِ. وَكَوَّنَ رَحِمَهُ اللهُ مَكْتَبَةً عَظيمَةً تَرَعْرَعَ عَلَيْها الكَثيرُ مِنْ أَحْفادِهِ مِنَ العُلَماءِ.
اللِّواءُ أَرْكانُ حَرْبٍ: فَوْزي مَحْمود قاسِم أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
أَحَدُ أَعْضاءِ مَجْلِسِ ثَوْرَةِ 1952م، أَوْكَلَ إِلَيْهِ الرَّئيسُ الرّاحِلُ جَمالُ عَبْدِ النّاصِرِ مَهَمَّةَ قِيادَةِ القُوّاتِ المِصْرِيَّةِ في حَرْبِها ضِدَّ الحُكْمِ المَلَكِيِّ الزَّيْديِّ في اليَمَنِ عامَ 1962م، وَالَّذي كانَ مَدْعُوماً مِنَ السُّعُودِيَّةِ. وَقَدْ سَانَدَ الجَيْشُ المِصْرِيُّ الفَصائِلَ المُوالِيَةَ لِلجُمْهُورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ اليَمَنِيَّةِ، وَمِن أَهَمِّ نَتائِجِ تِلْكَ الحَرْبِ اعْتِرافُ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ بِالجُمْهُورِيَّةِ عامَ 1970م. يَظْهَرُ في الصُّورَةِ (لِمُشاهَدَةِ الصُّوَرِ افْتَحِ الرّابِطَ) بِرِفْقَةِ رَئِيسِ الجُمْهُورِيَّةِ مُحَمَّد نَجِيب أَثْناءَ اسْتِقْبالِ أَعْيانِ وَرُمُوزِ شَنْدَوِيلِ البَلَدِ.
الشَّيْخُ: مَهْدي صالِحينَ أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
هو الإِمامُ الكَبيرُ وَالشَّاعِرُ مُحَمَّد أَحْمَد عَلِي صالِحينَ شافِعين، وَالَّذِي اشْتُهِرَ بِاسْمِ "الشَّيْخُ مَهْدي صالِحين"، وُلِدَ عامَ 1925م بِشَنْدَوِيل، حَفِظَ القُرْآنَ الكَرِيمَ دُونَ أنْ يُتِمَّ الثّانِيَةَ عَشْرَ مِنْ عُمُرِهِ، وَنالَ الشَّهادَةَ العالَمِيَّةَ مِن كُلِّيَةِ الشَّرِيعَةِ الإِسْلامِيَّةِ بِجَامِعَةِ أَسْيُوط. عَمِلَ إِمامًا وَخَطِيبًا وَعُضْوًا فِي هَيْئَةِ الوعْظِ وَالإِرْشادِ بِالأَزْهَرِ، كَما كانَ مِنْ رُمُوزِ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ فِي القَرْنِ التّاسِعَ عَشَر، وَغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الطّابِعُ الدِّينِيُّ وَالاِجْتِماعِيُّ. وَقَدْ تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ عامَ 1993م بِالقاهِرَةِ.
اللِّواءُ المُهَنْدِسُ: مُحَمَّد مَحْمُود مِهْران أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
رَئِيسُ أَرْكانِ المُرَكَّباتِ وَمُخْتَرِعُ أَوَّلِ سائِقٍ آليٍّ فِي مِصْر. نالَ الدُّكْتوراهَ مِن كُلِّيَةِ الهَنْدَسَةِ بِجَامِعَةِ عَيْنِ شَمْس فِي الثمانينياتِ، وَكانَ مَشْروعُهُ تَصْمِيمَ رُوبوتٍ آليٍّ مِصْرِيٍّ لِقِيادَةِ سَيّارَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ بِدُونِ سائِقٍ تَقْتَحِمُ حُقُولَ الأَلْغامِ. بَعْدَ تَقاعدِهِ، عَمِلَ خَبِيرًا بِالْهَيْئَةِ العَرَبِيَّةِ لِلتَّصْنِيعِ، وَهُوَ والِدُ النَّقِيبِ أَحْمَد بِالقُوّاتِ المُسَلَّحَةِ وَالمُهَنْدِسِ مَحْمُود بِقِطاعِ البِتْرُولِ.
اللِّواءُ أَرْكانُ حَرْبٍ: مُحَمَّد أَبُو بَكْر غالِب أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
رَئِيسُ أَرْكانِ المُدَرَّعاتِ بِالجَيْشِ الثّاني المِيدَانِيِّ سابِقًا.
اللِّواءُ المُهَنْدِسُ: حَسَن مَحْمُود المَلَوي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
المُسْتَشارُ: أَيْمَن عَبْدُ الفَتّاحِ حَجّاج أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
نائِبُ رَئِيسِ مَجْلِسِ الدَّوْلَةِ، وَقَدْ شَغَلَ مَنَاصِبَ بارِزَةً مِنْهَا نائِبُ رَئِيسِ نادِي قُضاةِ الدَّوْلَةِ، وَرَئِيسُ غُرْفَةِ العَمَلِيّاتِ فِي فِبْرايِر 2016، وَكانَ عُضْوًا فِي اللَّجْنَةِ العُلْيا لِلِانْتِخاباتِ البَرْلَمانِيَّةِ عامَ 2015م.
الدُّكْتورُ النّائِبُ: عَمْرُو عِزَّت حَجّاج شافِعينَ الأنصارِيُّ – عُضْوُ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ
أَوَّلُ نائِبٍ بَرْلَمانِيٍّ فِي تَاريخِ العائِلَةِ. وَلَدُ السَّيِّدِ العَقِيدِ عِزَّت حَجّاج، بَدَأَ حَياتَهُ السِّياسِيَّةَ مُبَكِّرًا، وَأَصْبَحَ مِنَ الوُجُوهِ البارِزَةِ، إِلَى أَنْ فازَ بِمَقْعَدِ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ عامَ 2020م عَنْ "تَنِسِيقِيَّةِ شَبابِ الأَحْزابِ والسِّياسِيِّينَ".
الشَّيْخُ: خَلْف فَتْحي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
مُؤَسِّسُ وَمُدِيرُ عامّ جَمْعِيَّةِ تَحْفِيظِ القُرْآنِ وَكَفالَةِ الأَيْتامِ بِشَنْدَوِيلِ، وَمِن أَهَمِ إِسْهاماتِهِ بِنَاءُ مَدْرَسَةٍ ثَانَوِيَّةٍ أَزْهَرِيَّةٍ وَمَسْجِدِ السَّيِّدَةِ نُوَيْر جاسم، وَهُوَ مِن أَكْبَرِ مَساجِدِ المُحافَظَةِ.
الشَّيْخُ: عِزَّت صابِر شافِعينَ الأنصارِيُّ
شَيْخُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ سابِقًا.
الشَّيْخُ: أَحْمَد جابِر مَحْمُود أَحْمَد عَلِي صالِحين شافِعين
شَيْخُ عائِلَةِ الشَّفاعِنَةِ الأَنْصارِ، وَكِيلُ لَجْنَةِ التَّعْلِيمِ بِحِزْبِ مُسْتَقْبَلِ وَطَن، وَالمُدِيرُ السّابِقُ لِلمَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ بِشَنْدَوِيلِ.
العَمِيدُ: عِزَّت هِنْداوِي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
مِن الضُّبّاطِ السّابِقِينَ بِالقُوّاتِ المُسَلَّحَةِ.
الدُّكْتورُ: إِسْماعِيل عَبْدُ الغَنِي الجُلْفِي أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
وُلِدَ عامَ 1967م، نَبَغَ فِي العِلْمِ مُنْذُ صِغَرِهِ، تَخَرَّجَ فِي كُلِّيَةِ العُلُومِ بِتَقْدِيرِ امْتِيازٍ، وَحَصَلَ عَلَى الدُّكْتوراهَ فِي الجُيُولُوجِيا. يَشْغَلُ الآنَ مَنْصِبَ أُسْتَاذٍ بِهَيْئَةِ الطَّاقَةِ النَّوَوِيَّةِ، وَدُكْتورٌ بِجامِعَةِ بِنْسِلْفَانْيا بِالولايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةِ.
السَّيِّدُ: صَلاحُ الدِّينِ حَجّاج أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
وَكيلُ أَوَّلِ وِزارَةٍ بِالجِهازِ المَرْكَزِيِّ لِلْمُحاسَباتِ، وَرَئِيسُ إِدارَةِ مُراقَبَةِ حِساباتِ البِتْرُولِ. وُلِدَ بِشَنْدَوِيلِ عامَ 1940م، وَتَخَرَّجَ فِي كُلِّيَةِ التِّجارَةِ عامَ 1963م، وَاشْتُهِرَ بِالتَّفَوُّقِ وَالأَمانَةِ.
الملحِّنُ الكَبيرُ: حَمْدي صِدِّيق أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
خِرِّيجُ كُلِّيَةِ الهَنْدَسَةِ بِجامِعَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، بَرَزَ فِي النَّشاطِ الفَنِّيِّ الطُّلّابِيِّ، وَاشْتُهِرَ بَعْدَ تَعَاوُنِهِ مَعَ إِيمانِ البَحْرِ دَرْوِيش، وَلَهُ أَلْحانٌ مَعَ كِبارِ المُطْرِبِينَ.
رَجُلُ الأَعْمالِ وَالنّائِبُ: السَّيِّد عَبْدُ العالِ أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
عُضْوُ اتِّحادِ القَبائِلِ العَرَبِيَّةِ فِي مِصْرَ.
الدُّكْتورُ: سَمِير مَحْمُود مُحَمَّد صِدِّيق أَبوشافِعينَ الأنصارِيُّ
طَبِيبٌ صَيْدَلِيٌّ، وَرَئِيسُ شُعْبَةِ تُجّارِ وَمُصَنِّعِي الأَدْوِيَةِ بِالغُرْفَةِ التِّجارِيَّةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَرَئِيسُ جَمْعِيَّةِ "فَلْسَفَةِ الحَياةِ".
أبناء أبوشافعين الأنصاري: شرف في كل ميدان
- أحمد عصام فتوح محمود شافعين – دكتور علاج طبيعي.
- أحمد عبد الغني الجلفي شافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ مساعد بقسم الفيزياء، كلية العلوم، جامعة الأقصر.
- أحمد محمد علي رمضان – الدكتور: ماجستير الميكروبيولوجي.
- أحمد محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري – النقيب بالقوات المسلحة.
- أحمد محمد عصمت السيد عبد الحافظ شافعين الأنصاري – مهندس مدني، مدير شركة المدار للمقاولات بالإمارات.
- أحمد محمود محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير سابق بشركة منتراك للمعدات الثقيلة بالإسكندرية.
- أحمد نور عبد الفتاح أبو النعمان شافعين حجاج – دكتور مهندس، ماجستير في الهندسة، يعمل بإحدى جامعات الإسكندرية.
- أسلام محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – كابتن بحري.
- أسامه صابر محمود شافعين الأنصاري – الأستاذ: مأمور ضرائب بالضرائب العامة.
- أيهاب ممدوح عبده إسماعيل أبوشافعين الأنصاري – ملازم بالقوات المسلحة.
- بهاء أسامه صابر محمود شافعين الأنصاري – دكتور: طبيب صيدلي.
- حسام عبد الرحمن حجاج أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: خبير تكنولوجيا المعلومات بوزارة النقل.
- حسام محمد حسن الأنور حجازي شافعين الأنصاري – دكتور: طبيب بشري بالقاهرة.
- حسن الأنور محمد حجازي شافعين الأنصاري – الأستاذ: رئيس قطاع بنوك مصر على مستوى جنوب الصعيد.
- حمدي محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: بجامعة سيناء.
- خالد صلاح السيد عبد الله شافعين الأنصاري – الأستاذ: مأمور ضرائب بالضرائب العامة.
- خالد محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – ملازم أول شرطة.
- رأفت عبد الله علي صالحين أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام مصلحة الضرائب العامة بسوهاج سابقًا.
- رائد عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – عمرو، بالقوات المسلحة.
- ز. محمد رفعت محمد السيد عبد الحافظ – الدكتور: متخصص في الآثار المصرية القديمة، جامعة الوادي الجديد.
- سعيد علي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير مستشفى النجيله المركزي بمطروح.
- سعد عبد الفتاح أبو النعمان حجاج شافعين – الأستاذ الدكتور: حاصل على الدكتوراه من أمريكا، بكلية الطب بطنطا.
- سيد محمد السيد مهران أبوشافعين الأنصاري – دكتور صيدلي.
- طارق محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير قطاع الكهرباء بطهطا.
- عبد الرحمن جمال محمد فتوح أبوشافعين الأنصاري – ملازم شرطة.
- عبد الرحمن محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – نقيب طيار مقاتل.
- عبد الناصر محمد إسماعيل حجاج شافعين – الشيخ الدكتور: حاصل على الماجستير في الشريعة، إمام مسجد، ومبتعث إلى إسبانيا.
- عصام أبو الغيط صالحين أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أخصائي باطنة بمستشفى سوهاج العام.
- عصام فتوح محمود أحمد علي صالحين شافعين – الأستاذ: مدير عام بالضرائب العامة بسوهاج.
- عمرو عصمان محمود عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – رائد شرطة طبيب بمستشفى شرطة القاهرة.
- عمرو عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – رائد بالقوات المسلحة.
- محمد أحمد عبد النعيم شافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام العلاقات العامة بمصنع 10 الحربي.
- محمد خلف فتحي محمد عبد الرحمن صالحين شافعين – الشيخ: واعظ بدولة الكويت.
- محمد سعد عبد الفتاح أبو النعمان حجاج شافعين – مقدم بالرقابة الإدارية بالقاهرة.
- محمد سمير محمود صديق أبوشافعين الأنصاري – دكتور صيدلي، مستشفى كليفلاند – أبوظبي.
- محمد السيد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ الدكتور: رئيس قسم الحضارة اليونانية، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
- محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير إدارة الأمن بديوان محافظة سوهاج.
- محمد عثمان محمود عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – مقدم شرطة طبيب بمستشفى الإسكندرية.
- محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – معتز، ملازم أول بالقوات المسلحة.
- محمد عزت هنداوي أبوشافعين الأنصاري – الملازم، طيار مقاتل بسلاح الجو المصري.
- محمد عبد العزيز أحمد محمد كمال الدين أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: مدير عام هيئة آثار مصر العليا سابقًا.
- محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ جراحة بمستشفى سوهاج العام.
- محمد عبد النعيم شافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير عام العلاقات العامة بمصنع 10 الحربي.
- محمد علي عبد الرحمن صالحين شافعين – الدكتور الشاعر: مختار، باحث شرعي، ومستشار ديني بالسعودية.
- محمد وليد عز الدين صابر أبو شافعين الأنصاري – ملازم أول.
- محمود رأفت أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أخصائي علاج طبيعي.
- محمود سمير محمد صديق أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدرب تنس بألمانيا.
- محمود عصام فتوح أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: طبيب أسنان.
- محمود محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: أستاذ جراحة بمستشفى سوهاج العام.
- محمود محمد محمود مهران أبوشافعين الأنصاري – المهندس: بقطاع البترول.
- محمود علي الجلفي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: بمصنع الألومنيوم بنجع حمادي.
- مصطفى محمد عبد العزيز آل كمال الدين أبوشافعين الأنصاري – نقيب شرطة بمباحث قنا.
- معتز محمد علي رمضان أبوشافعين الأنصاري – ملازم أول بالقوات المسلحة.
- مهدي محمد عبد الغني الجلفي أبوشافعين الأنصاري – الدكتور: جامعة سيناء.
- محمد حسين الملوي أبوشافعين الأنصاري – المهندس: مدير مطاحن مصر العليا ومستشار وزير التموين سابقًا.
- ياسر فتوح أبوشافعين الأنصاري – الأستاذ: مدير قطاع بمصلحة الكهرباء بسوهاج.
- يسري صابر محمود أحمد علي صالحين شافعين – الأستاذ: مدير بالضرائب العامة.
فيا أيُّها القارئُ الكريم،
ها قد بَسطْنا أمامَ ناظريك صحائفَ المَجْدِ الأندلسيِّ العريقِ، ورفعنا سِتارَ الزمنِ عن قصةِ بيتٍ أنصاريٍّ عابقٍ برائحةِ السِّدرِ والحنَّاء، متوشِّحٍ بمآثرِ الأنصارِ، ومُجلَّلٍ بعبقِ الفردوسِ الأندلسيِّ المطرودِ من دياره، الساكنِ في قلوبِ المؤمنين وذاكرةِ التاريخِ المجيد.
فكيف لا نفخرُ بقومٍ جذورُهم في يثربَ، وأغصانُهم في الأندلسِ، وثمارُهم في الصعيدِ المباركِ؟!
قومٌ نصروا رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، يومَ خذله الأقربون، وآووه حين طردهُ الكافرون، فكانوا بحقٍّ أنصارَ اللهِ في الأرض، وسادةَ المجدِ في عصورِه المتتابعة.
إنَّ «آلَ شافِعينَ المَعْبَدِيِّ الأنصاريِّ» ما هُم إلَّا قبسٌ من نورِ الخزرجِ، ووَهَجٌ من نارِ المروءةِ التي لم تخبُ جذوتُها عبرَ القرون.
عائلةٌ سامقةٌ كشجرةِ طُوبى، ضارِبةٌ في عُمقِ النَّسبِ والطَّهارَةِ، يجري في عروقِ رجالِها دمُ الصَّحابةِ، وتُرْتَّلُ على ألسنتِهم آياتُ الجهادِ، وتُزيَّنُ مجالسَهم سيرُ الأسلافِ العِظام.
فيا آلَ شافِعينَ، امْشُوا على الأرضِ هوناً ولكن برؤوسٍ مرفوعةٍ، فإنَّ وراءَكم أنصاراً، ومن قبلكم أندلساً، وفيكم دماءُ سعدِ بنِ عبادة، وذكرُ عبادةَ بنِ ماءِ السَّماءِ، وظلالُ شجرةٍ أصلُها في المدينةِ وفرعُها في المعابدةِ وجَنَاها في سوهاجَ وطيبةَ والطائفِ.
فبئسَ الفخرُ إن لم يكن على مثلِ هذا النَّسَبِ!
وبئسَ المجدُ إن لم يكن في طيِّ أنفاسِكم دَوِيُّ الأذانِ من منائرِ قرطبةَ، وهمسُ الدُّعاءِ في مساجدِ المدينةِ، وصليلُ السُّيوفِ في بدرٍ وأُحدٍ واليمامة.
نعم، إنَّا لَنَفْخَرُ بكم لا خيلاءً، بل وفاءً.
نُباهي بكم لا زُهواً، بل ذِكْرَ شُكرٍ للأنصارِ الذينَ آوَوا ونصروا.
نرفعُ أسماؤكم في علياءِ الأقلامِ، ونخلِّدُها في سُجِلِّاتِ التاريخِ، لا رياءً ولا سمعةً، بل تَعبُّداً للهِ الذي اصطفاكم، وجعلَ فيكم ميراثَ المكرُماتِ والطُّهرِ والرِّضا.
فامضُوا على خُطا الصَّحابةِ، واحفظوا عهدَ الأندلسِ، واستوصوا بصعيدِكم خيراً، فإنَّها الأرضُ التي احتضنتْكم بعدَ غُربةٍ، وباركَ اللهُ فيها لكم ولذريتِكم، فكونوا لها كما كانَ الأنصارُ للمدينةِ يومَ جاءهم المهاجرونَ، سَنداً وعِزَّةً وأماناً.
وفي الختام،
نسألُ اللهَ – عزَّ وجلَّ – أن يُبقي ذِكرَكم خالداً، وأن يُديمَ عِزَّكم بينَ القبائلِ والعائلاتِ، وأن يُحيي فيكم روحَ الأنصارِ الأولى، التي جاهدتْ بالكلمةِ والسَّيفِ، وارتضتِ الآخرةَ داراً، ومحمداً صلى اللهُ عليه وسلمَ قائداً وقدوةً.
والحمدُ للهِ أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
وكتبه المُحبُّ لفخركم، والغيورُ على مجدكم، الداعي لكم بالتوفيقِ من قلبٍ خالصٍ لله وحده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك