الدر المنثور في ذكر أنساب السادة التميمية الأنصار
۞ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ۞
توطئة هذا المصنف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في ذكر أصل السادة التميمية الأنصار ونسبهم
اعلم – أيدك الله بتوفيقه – أن السادة التميمية الأنصار يرجع نسبهم إلى الصحابي الجليل حارثة بن مالك الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه، وهو من بني الخزرج بن حارثة، وهم من الأنصار الذين آووا ونصروا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما سلسلة النسب من الصحابي الجليل حارثة بن مالك الأنصاري إلى عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ففيها انقطاع ما يقرب من عشرة أجيال.
في ذكر دخول السادة التميمية الأنصار إلى مصر
في ذكر مواطن السادة التميمية الأنصار وأماكن انتشارهم
وهكذا ظلت رايتهم عالية خفاقة عبر العصور، محافظين على مكارم الأخلاق التي توارثوها كابرًا عن كابر، مجسدين بذلك أصالة الأنصار وشرفهم.
في ذكر الأمير نجم الدين الأنصاري وذريته
وقد قدم الأمير نجم الدين وأسرته إلى مصر عام 700 هـ، ومكث في الجيزة 7 سنوات، ثم تحرك إلى النوبة.
![]() |
صورة تخيلية للأمير نجم الدين التميمي الأنصاري، أمير أسوان والنوبة بين جنودة ورعيته |
ومن أولاده:
- مبارك، وله من الأولاد: عادل وعامر وسعد.
- عون الله، وله من الأولاد: حسين، ضرغام، راهب، عبد الله.
- نصر الدين، وله ولد يسمى نصر الله.
- حسين، وأولاده: الأسد، فياض، وآخرون.
- عبد الله (مات صغيرًا).
- غالي، وأولاده: حربي، وآخرون.
- مالك.
- مسلم.
- جمال الدين.
- الأمير شاد الدين، وله من الأولاد: نصر الدين، حماد، سالم، عايد، وآخرون.
في ذكر الأمير نصر الدين التميمي الخزرجي الأنصاري: ملك النوبة وشيخ الأنصار
هو الشيخ الأمير نصر الدين الأنصاري، الذي تولى حكم النوبة ودنقلة في عهد الظاهر بيبرس والسلطان برقوق. وسُمّيت منطقة العمرانية بالجيزة باسم أخيه القطب عامر.
استعان بالسلطان برقوق في رد ملكه إليه، فأرسل فرج بن برقوق مع ابنه نصر الله حملة أعادته إلى ملكه في دنقلة.
أولاد الأمير نصر الدين:
- نصر الله.
- مسلم (وتُنسَب إليه زاوية مسلم).
- عامر (وتُنسَب إليه مدينة عامر ببولاق والشيخ عامر بالمنصورية بدراو).
وللأمير نصر الدين أحفاد بزاوية أبو مسلم بالجيزة والمنصورية بمركز دراو، والبقية في السودان.
في ذكر أضرحة ومقامات مشايخ وأمراء السادة الأنصار التميمية في مصر
لقد خلّد التاريخ ذكر أمراء ومشايخ السادة الأنصار التميمية في مصر، وحفظت أضرحتهم ومقاماتهم في أنحاء مختلفة من البلاد، ومنها:
- الأمير نجم الدين بن تميم، وضريحه بباب النصر بالقاهرة.
- الأمير شرف الدين بن تميم، وضريحه بالكيسنجر بالسودان.
- الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بالهرم بالجيزة.
- الأمير عمران بن تميم، وضريحه بدراو - أسوان.
- الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين، وضريحه بجوار عمه الأمير عمران بدراو - أسوان.
- الأمير غالي بن الأمير نجم الدين بن تميم، وضريحه بإسنا.
- الأمير عون بن الأمير نجم الدين بن تميم، وضريحه بإسنا.
- الأمير مبارك بن الأمير نجم الدين بن تميم، وضريحه بقصر الصياد - نجع حمادي - محافظة قنا.
- الشيخ رزيق بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بالكلابية - إسنا.
- الشيخ علي بن حسين أبو الروح بن محمد المراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بفاو - دشنا.
- الشيخ عبد المولى أبو عشرين بن رزيق بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بدراو - أسوان.
- الشيخ عبد الله أبو عشرين بن رزيق بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه ببنبان - أسوان.
- الشيخ مكي الخطيب بن الشيخ سرور بن الشيخ اعوض بن الشيخ منصور بن محمد بن رزيق الأصغر بن عبد الله بن أبو عشرين بن رزيق بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بصوص - نقادة - قنا.
- الشيخ أحمد حميرة الشهير بضرغام بن محمد بن رزيق الأصغر بن عبد الله بن أبو عشرين بن رزيق بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بقرية طفنيس المطاعنة - إسنا - محافظة الأقصر.
- الشيخ موسى أبو حجازي بن الشيخ عويضة بن الشيخ سلطان من ذرية حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بقرية الجبلين - إسنا.
- الشيخ أحمد السنجق من ذرية سراج الدين بن الشيخ عمران بن تميم، وضريحه بمدينة دشنا - محافظة قنا.
- الشيخ عثمان بن عيسى بن عبد الله بن علي بن نصر الدين بن الشيخ وهيب بن ناصر الدين بن الأمير شرف الدين بن تميم، وضريحه بترعة الشيخ ناصر - إسنا - محافظة الأقصر.
- الشيخ الشيباني من ذرية الشيخ موسى أبو حجازي بن الشيخ عويضة بن الشيخ سلطان من ذرية حسين أبو الروح بن محمد النبراسي بن الشيخ عامر بن الأمير نصر الدين بن تميم، وضريحه بقرية النجوع - إسنا - محافظة الأقصر.
- الشيخ الطواب من ذرية سراج الدين بن الشيخ عمران بن تميم، وضريحه بمدينة قوص - محافظة قنا.
- الشيخ عبد الرحيم أحمد السنجق صاحب الكرامات الظاهرة والأسرار الباهرة ، العالم الظاهر والحكيم الماهر الذي عرف بجميع الأقطار فريد زمانه، وثاني أبناء الشيخ محمد الصعيدي وثاني أحفاد الشيخ الكبير العارف بالله سيدي أحمد السنجق .
في ذكر سيرة العالم العلامة الشيخ منصور الخطيب
وأما الشيخ منصور الخطيب، فهو أحد أعلام السادة التميمية الأنصار، وهو العالم العلامة الفقيه الزاهد الواعظ الخطيب الشيخ منصور بن محمد بن رزيق الأصغر بن عبد الله (دفين بنبان) بن أبو عشرين بن رزيق (دفين الكلابية - إسنا) بن حسين أبو الروح بن محمد النبراسي (المراسي) (المداس) بن الشيخ العالم الزاهد الشيخ عامر (صاحب المقام المشهور بدراو - أسوان) ابن الأمير نصر الدين (صاحب المقام المشهور بالهرم - الجيزة) بن تميم.
وقد وُلد الشيخ منصور ونشأ وترعرع في أسرة كريمة محبة للعلم، حريصة على تحصيله لأبنائها، توقر العلماء وتجلهم. ولا عجب في ذلك، فقد وُلِد في بلد العلم والعلماء، بلد الحضارة والتاريخ. وُلد بإسنا في أواخر القرن التاسع الهجري، فطلب له العلم صغيراً، وتشرب به يافعاً، حتى بلغ منه مبلغاً عظيماً.
وقد انتدب الشيخ منصور لنشر العلم بعيداً عن مسقط رأسه، فنزل إلى قرية دنفيق (التابعة حالياً لمركز نقادة - محافظة قنا)، فأقام بها في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، ينشر العلم، ويفقه الناس، ويعلمهم أمور دينهم.
أقام الشيخ منصور بدنفيق معلماً، وإماماً، وواعظاً، وخطيباً، لذا لقب بـ(الخطيب) وعُرف أبناؤه وذريته من بعده باسم (الخطبا) أو (آل الخطيب). وقد انتشرت ذريته في قرى صوص ودنفيق، وأيضاً بحاجر دنفيق حيث يقيمون بنجع يحمل اسمهم (نجع الخطبة).
وتجدر الإشارة إلى أن اسم (الخطيب) ينتشر في كثير من القرى والمدن في مصر والدول العربية، مع ملاحظة اختلاف أنسابهم، فمنهم الحسني، ومنهم الحسيني، ومنهم العقيلي، ومنهم الأنصاري، ومنهم البكري الصديقي وغيرهم.
وللشيخ منصور الخطيب أخ عالم فقيه بلغ شأواً عظيماً من العلم، وتبوأ المرتبة العليا منه، هو الشيخ أحمد حميرة صاحب المقام المشهور بطفنيس المطاعنة - إسنا، الذي تولى منصب القضاء، فكان قاضياً لبلاد المطاعنة في القرن العاشر الهجري.
كان الشيخ أحمد حميرة - رحمه الله - قاضياً عادلاً، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يحيد عن القضاء بالحق قيد أنملة، فلا يرهبه ذا مال أو جاه أو سلطان، ولا يحابي في الحق أحداً لأجل دنيا فانية زائلة. وقد علم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ، فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ." رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.
فلا غرو أن يُلقب الشيخ أحمد حميرة بـ(ضرغام)، والضرغام هو الأسد. وتعرف ذريته اليوم باسم (الحميرات) أو (آل أبو حميرة) أو (بيت أبو حميرة)، ويقيمون حيث مقام جدهم ب طفنيس المطاعنة - مركز إسنا - محافظة الأقصر.
وهكذا، أيها القارئ اللبيب، طوَّفنا بك في رياض السادة التميمية الأنصار، وسقنا إليك سيرة مباركة من مجدٍ عتيق، ونسبٍ رفيع، وجذورٍ ضاربة في عمق التاريخ، موصولة بسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، أحد سادة الأنصار الذين نصروا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، فخلّد الله ذكرهم، ورفع شأنهم، وجعلهم شامة في جبين التاريخ.
تأمل كيف انتقلت هذه الذرية المباركة من يثرب إلى مصر، وكيف أقاموا بها راية العز، فصاروا أمراء ومشايخ وقادة، فبزغ نجم الأمير نجم الدين وأخوه نصر الدين، وكيف امتدت فروعهم في بقاع الصعيد والوجه البحري، حتى صار لهم في كل ناحية أثر، وفي كل بقعة ضريح، وفي كل زمان ذكر.
فهؤلاء القوم لم يكونوا مجرد نازحين، بل كانوا حملة تراث ونسب، وسادة قوم، وأمناء على دينهم وأعرافهم. حافظوا على وحدة النسب، وثبّتوا أركان العائلة، وخلدوا سير الأجداد بمواقفهم، ومآثرهم، وسيرتهم الزكية التي عطّرت صفحات التاريخ.
لقد أدركنا من خلال هذا المقال أن السادة التميمية الأنصار لم يكونوا مجرد قبيلة، بل كانوا مدرسة في الفضل، ومشكاة للعلم، ومنارة للكرم والنجدة. غرسوا في الديار المصرية أعمدة المجد، وأورثوا أبناءهم مكارم الأخلاق، وربوا أجيالاً على السنة، وحملوا في قلوبهم إرث الأنصار، واعتزازهم بأنهم نصروه صلى الله عليه وسلم في المدينة، وحملوا نوره إلى مشارق الأرض ومغاربها.
فيا من قرأت هذه الصفحات، أما آن لقلبك أن يتأمل في عظمة هذا النسب؟ وأن يتدبر في شرف هذا السند المبارك الموصول بالنبي وأهل بيته وصحابته الكرام؟
وها نحن نختم هذا السفر النبيل، سائلين المولى جل وعلا أن يبارك في السادة التميمية الأنصار، وفي ذريتهم، وأن يجعل ما سطرناه خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا لطلّاب العلم والنسب، محفوظًا في سجلات الدهر، باقٍ في قلوب الأجيال.
فهل تعلم، أيها القارئ الفاضل، فروعًا أخرى من السادة التميمية الأنصار انتشرت في الديار المصرية لم نذكرها بعد؟
فإن كان عندك علمٌ فزدنا به، وإن كنت طالبًا له، فسر معنا في دروب هذا العلم الشريف، فإن النسب أمانة، ومن وفى بالأمانة، فقد أدى حقًا وجب في أعناق الرجال.
لا تنسوا مشاركة المقال مع أصدقائكم وزيارة المدونة لمزيد من المواضيع الشيقة!
موضوعات ذات صلة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يرجى كتابة تعليقك هنا. نحن نقدر ملاحظاتك! شاركنا رأيك أو استفسارك، وسنكون سعداء بالرد عليك